السؤال 

لاحظت خلال السنوات الماضية خلال عملي في ملف كفالة الأيتام ورعايتهم توسع الناس في الفتوى ونسبة هذا التوسع إلى طلبة العلم   

ومما توسعوا فيه الأخذ من أموال الأيتام بغير وجه حق واعطاء أموال الأيتام لغير الأيتام بحجة أنه في حكم اليتيم كمن غاب والده أو سافر أو سجن أو ترك أولاده أو طلق زوجته أو امتنع عن الصرف على ابنائه أو كان به مرض أو إعاقة وقد لاحظت توسع الناس في هذا الامر واستسهالهم له  

بل ونسبَ البعض هذا التغول في أموال الأيتام إلى الشرع بادعاء أنه هناك فتاوى شرعية تجيز هذا.. 

الجواب:

أقول وبالله أستعين أن حرمة أكل أموال الأيتام هي من كبائر الذنوب التي شدد الإسلام على تحريمها، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة تؤكد على حرمة هذا الفعل وتوضح عظم إثمه، ولا أساس في كتاب الله وسنة رسوله وأقوال علماء الأمة جواز لإعطاء أموال الأيتام لغير الأيتام مع وجود الحاجة والفاقة لدى الأيتام إلا من يدخل في باب حكم اليتيم حقيقة كمن اعتقل والده وأسر لسنوات وانقطعت أخباره ولم يعرف عن استمرار حياته أي خبر.. 

بل ويدخل من يعطي أموال الأيتام لغيرهم في حكم من يتلف أموال الأيتام ويجيز اكلها بالباطل. 

قال الله تعالى: "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" (الأنعام: 152). 

وقال تعالى: "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا" (النساء: 2). 

وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا" (النساء: 10).    

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قيل: وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات".

أكل أموال الأيتام من أعظم الكبائر، ويجب على كل من يوكله الله أمر يتيم قريباً كان أو بعيداً أن يتق الله فيه وفي أمواله ويحسن ادارتها وصرفها عليه.

 والله اعلم 

خادم الأيتام:

محمد شندي الراوي

عضو رابطة العلماء السوريين

عضو مجلس مشايخ عنتاب