كيف يكون المربي قدوة حسنة للأيتام
23-11-2018
اهتم التشريع الإسلامي بشأن الايتام اهتماماً بالغاً من حيث تربيته ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً في المجتمع المسلم ..لذا يعد دور المربي في حياتهم دورا كبيرا وعظيماً.
قال الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة:220]
هذه الآيات وغيرهما من الآيات الكريمة تؤكد على العناية باليتيم وتربيته وتوجيهه، كي لا يشعر بالنقص عن غيره من أفراد المجتمع فيتحطم ويصبح عضواً هادماً في المجتمع المسلم.
لذا كان الإصلاح والتوجيه والإرشاد من اهم الصفات التي ينبغي ان تتوفر في الذين يخالطونهم وأن تكون مؤثرا وقدوة حسنة للأيتام ليس بالأمر السهل، وهو مسؤولية عظيمة. فالأيتام هم أمانة في أعناقنا، وعلينا أن نسعى جاهدين لتوفير بيئة آمنة ومحبة لهم، ومساعدتهم على بناء مستقبل أمن لهم ولمن حولهم.
عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال -عليه الصلاة والسلام-: “أدْنِ اليَتِيمَ مِنْكَ وأَلْطِفْهُ وامْسَحْ بِرَأسِهِ وأَطْعِمْهُ مِنْ طَعامِكَ فإنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ ويُدْرِكُ حاجتك”[الصحيحة (854)].
هذا التوجيه النبوي الكريم يبين عظم دور المربي في حياة اليتيم وهو لا يقل أهمية عن دور الوالدين. فهو المسؤول الأول عن تكوين شخصية الطفل وتوجيهه نحو طريق الخير والصلاح. ولذلك، يجب أن يكون المربي قدوة حسنة في جميع جوانب حياته.
أخي المربي والمشرف الكريم كيف لك أن تكون قدوة حسنة للأيتام؟
القدوة في الانضباط الديني:
- تشجيع الأيتام على الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية.
- أداء الصلوات في جماعة بانتظام أمام الأيتام.
- تخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
- تشجيع الأيتام على السنن مثل الصيام والنوافل وغيرها.
- الوسطية وعدم التطرف والانجرار وراء الآراء الشاذة.
القدوة في الأخلاق والسلوك:
- الصدق والأمانة في التعامل مع الأيتام .
- احترام الأيتام واحتياجاتهم الخاصة.
- معاملة الأيتام بلطف وحنان.
- التحلي بالصبر والجلد في التعامل مع الأيتام.
- معاملة جميع الأيتام بعدل دون تمييز.
القدوة في العلم:
- تشجيع الأيتام على القراءة والتعلم المستمر.
- تقديم الدعم اللازم للأيتام في دراساتهم.
- ظهار الاهتمام بالمعرفة والعلم.
- تشجيع الأيتام على تطوير مواهبهم ومهاراتهم.
- توفير بيئة تعليمية آمنة ومحبة.
- السعي الدائم لتطوير الذات والمهارات التعليمية.
القدوة في العمل:
- تعليم الأيتام قيمة العمل والاجتهاد.
- تعليم الأيتام تحمل المسؤولية، وتحمل المربي والمعلم لمسؤولياته وعدم التهرب منها.
- تنظيم العمل اليومي والفصل الدراسي.
- البحث عن طرق جديدة ومبتكرة في التدريس.
القدوة في العلاقات الاجتماعية:
- التواصل الجيد وبناء علاقات اجتماعية إيجابية مع الأيتام.
- تعليم الأيتام أهمية التعاون والعمل الجماعي.
- احترام الآخرين وغرس قيم الاحترام والتسامح في نفوس الأيتام.
- مهم جدا الانصات والاستماع لوجهات نظرهم ومشاكلهم.
- مهم جدا ان يكون المربي صريحا وناصحا لهم.
- ينبغي ان يكون المربي بشوشا حنونا لطيفا معهم مع وجود حزم ضبط وليس حزم نفور.
- بناء علاقة مبنية على الثقة المتبادلة مع الأيتام.
- تقديم الدعم العاطفي للأيتام.
- زرع الأمل والتفاؤل في نفوس الأيتام.
- تقديم الدعم النفسي للأيتام في أوقات الحاجة.
- التماس الأعذار لهم والنظر لهم بعين الرحمة والعطف مستحضراً الضعف والحاجة عندهم حتى يحافظ على سلامة قلبه نتيجة ما يرى ويسمع.
القدوة في الحياة اليومية:
- الالتزام بالنظام والانضباط في الحياة اليومية.
- الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة مهم جدا ً.
- الاعتدال في الصرف وتجنب الإسراف والبذخ.
- التعاون مع زملاء العمل وإدارة المؤسسة وعدم احداث بليلة داخلية او خارجية.
المشرف والمربي هما النموذج الذي يقتدي به الأيتام. لذا، يجب أن يكونوا قدوة حسنة في جميع جوانب حياتهم، وهما العنصر الأساسي لبناء شخصيات قوية ومتوازنة للأيتام.
محب الأيتام
محمد شندي الراوي