نموذج دور الشام نموذج رائد لرعاية الأيتام وأمهاتهم

25-05-2019
ضمن مبادرة لدمج الإيواء والتعليم والتمكين للايتام وامهاتهم لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة لعوائل الأيتام، انبثق نموذج مبتكر للإيواء والرعاية يستهدف الأسر التي فقدت معيلها وأصبحت أكثر عرضة للمخاطر نتيجة هشاشة وضع الاسرة واستنادًا إلى تقرير مفصل تم تسليط الضوء على معاناة الأسر التي فقدت سندها، وخاصة الأمهات الأميات اللاتي يواجهن صعوبات جمة في تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة لأطفالهن، وتامين احتياجاتهم الملحة، وخاصة الأمهات الأميات اللاتي يكافحن لتأمين حياة كريمة لأطفالهن، لذا تم إطلاق مبادرة رائدة لتأسيس دور إيواء نموذجية تجمع بين الإيواء والتعليم التدريب والتمكين، حيث يتم تقديم منظومة متكاملة وشاملة من الخدمات التعليمية، والتدريبية المهنية، والتأهيلية النفسية والاجتماعية، وبرامج التمكين المستدامة، والأنشطة المتنوعة في هذه الدور بهدف تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي والاكتفاء الذاتي والاندماج الفعال في المجتمع، وضمان النمو السليم والمتكامل للأيتام.
ترتكز هذا المبادرة على مبادئ الكرامة الإنسانية، والعدالة، والشفافية، ويهدف في جوهره إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للأمهات ودمجهن الفعال في المجتمع، وضمان النمو السليم والمتكامل للأيتام.
الاختيار والقبول:
يتم اختيار الأسر المستحقة للانضمام إلى هذا النموذج وفق معايير واضحة تضمن العدالة وتراعي أولوية الحالات الأكثر هشاشة واحتياجا وتعتمد عملية الاختيار على تقييم شامل للوضع الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للأسرة، ويتم ذلك من خلال لجنة متخصصة ومؤهلة تلتزم بأعلى معايير النزاهة والموضوعية.
يرتكز هذه المبادرة على مجموعة من الأسس والمبادئ التي تهيئ نجاح المبادرة:
- الحفاظ على كرامة وحقوق المستفيدين.
- تقديم الخدمات لجميع المستحقين بغض النظر عن العرق، أو الدين، أو الجنس، أو أي معيار تمييزي آخر.
- تحديد الاحتياجات الحقيقية للمستفيدين من خلال التقييم وضع الاسر واحتياجاتهم، ووضع البرامج بناءً على هذه الاحتياجات.
- المصداقية في جميع العمليات والإجراءات في عمل الدور، وتوفير آليات واضحة للمساءلة أمام المستفيدين والجهات المعنية.
- تشجيع مشاركة المتطوعين والخبراء في دعم الدور وبرامجه.
- السعي نحو تحقيق الاستمرارية في البرامج والموارد.
- توفير بيئة آمنة وداعمة تحمي المستفيدين من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف.
- التركيز على تطوير قدرات المستفيدين وتمكينهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع.
- توفير وحدات سكنية آمنة ومجهزة بشكل لائق، تضمن الخصوصية والراحة والاستقرار.
- توفير فرص تعليمية عالية الجودة للأيتام في مختلف المراحل الدراسية، بما في ذلك الدعم الأكاديمي، والأنشطة اللامنهجية، والمتابعة التربوية.
- تقديم برامج تعليمية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الأمهات، وتمكينهن من اكتساب المهارات الأساسية للقراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى فرص التعليم المهني المستمر.
- التدريب المهني والتمكين الاقتصادي عن طريق تنظيم دورات تدريبية مهنية متنوعة بناءً على احتياجات سوق العمل وقدرات الأمهات، وتقديم الدعم اللازم لتأسيس مشاريع صغيرة أو الحصول على فرص عمل لائقة.
- توفير خدمات الدعم النفسي الفردي والجماعي للأمهات والأطفال لمساعدتهم على تجاوز الصدمات والتحديات، وتعزيز صحتهم النفسية ورفاههم الاجتماعي.
- توفير الرعاية الصحية الأساسية والتوعية بالقضايا الصحية الهامة للأمهات والأطفال.
- تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تطوير مهارات التواصل، وبناء الثقة بالنفس، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات.
- تنظيم فعاليات وأنشطة ترفيهية وثقافية تساهم في التنمية الاجتماعية والنفسية للمقيمين وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية.
- تطبيق آليات متابعة وتقييم دورية لفعالية البرامج والخدمات المقدمة، وتحديد نقاط القوة والضعف بهدف التحسين المستمر.
إن هذا النموذج الرائد للرعاية الشاملة للأيتام والأمهات ليس مجرد مبادرة إغاثية، بل هو استثمار استراتيجي في بناء مستقبل أكثر إشراقًا وكرامة لهذه الفئة الهامة من مجتمعنا، من خلال دمج الإيواء الآمن مع التعليم والتدريب والتمكين ، والدعم النفسي والاجتماعي، نسعى إلى تمكين هذه الأسر وتحويلهم من مستهلكين الى منتجين وفاعلين في المجتمع.
إن الأثر الإيجابي لهذه المبادرة لا يقتصر على تحسين حياة الأفراد المستفيدين بشكل مباشر، بل يمتد ليشمل تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء مجتمع أكثر عدلاً ورحمة.
إعداد: محب الايتام: حمد شندي الروي